فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن زنجلة:

102- سورة التكاثر:
{لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين} 7، 6
قرأ الكسائي وابن عامر {لترون الجحيم} بضم التاء على ما لم يسم فاعله {ثم لترونها} بالنصب.
وقرأ الباقون {لترون الجحيم} بفتح التاء أي إنكم لترونها وحجتهم إجماع الجميع على فتح التاء في قوله: {ثم لترونها} فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى وأما من قرأ في أحدهما بالضم وفي الأخرى بالفتح فكأنه ذهب إلى أنت ترى فترى.
أعلم أن رأى فعل يتعدى إلى مفعول واحد تقول رأيت الهلال فإذا نقلت الفعل بالهمز زاد مفعولا آخر تقول أريت زيدا الهلال فإن بنيت هذا الفعل المنقول بالهمز قلت أري زيد الهلال فيقوم المفعول الأول مقام الفاعل ويبقى الفعل متعديا إلى مفعول واحد فكذلك {لترون الجحيم} قام الضمير مقام الفاعل لما بني الفعل للمفعول به أنت وانتصب {الجحيم} على أنه مفعول.
قال الفراء إنما ضمت الواو لأن الأصل لترأيون فنقلوا فتحة الهمزة إلى الراء وحذفوا الهمزة تخفيفا ثم استثقلوا الضمة على الياء فحذفوها فالتقى ساكنان الياء والواو فأسقطوا الياء ثم التقى ساكنان الواو والنون فحركوا الواو لالتقاء الساكنين وحولت إليها تلك الحركة التي كانت في الياء فحركت بها.
وقال غيره إن هذه الواو اسم الفاعلين وإعرابها الرفع فإذا وجب تحريكها كانت حركة الأصل أولى بها وقوله: {لترون} وزنها لتعون. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة التكاثر:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة التكاثر: الآيات 1- 2]

{أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2)}

.الإعراب:

{حتّى} حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل {أن زرتم} في محلّ جرّ بـ: {حتّى} متعلق بـ: {ألهاكم}.
جملة: {ألهاكم التكاثر...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {زرتم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.

.الصرف:

{ألهاكم}، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة.
{زرتم}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم.
{المقابر}، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة.

.[سورة التكاثر: الآيات 3- 4]

{كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)}

.الإعراب:

{كلّا} للردع والزجر {سوف} حرف استقبال {ثمّ} للعطف، ومفعول {تعلمون} محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر.
جملة: {سوف تعلمون...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سوف تعلمون (الثانية)} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.البلاغة:

التكرير: في قوله تعالى: {ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}.
وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة.

.[سورة التكاثر: الآيات 5- 8]

{كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}

.الإعراب:

{لو} حرف شرط غير جازم {علم} مفعول مطلق منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و(الواو) فاعل، و(النون) نون التوكيد الثقيلة..
جملة: {لو تعلمون...} لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر.
وجملة: {ترونّ الجحيم...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة.
7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين {لترونّها} مثل الأول {عين} مفعول مطلق نائب عن المصدر، {لتسألنّ} مثل {لترونّ} بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين {يومئذ} ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلق بـ: {تسألنّ}، والتنوين في {إذ} عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها {عن النعيم} متعلق بـ: {تسألنّ}.
وجملة: {ترونّها...} جواب قسم مقدّر آخر... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة.
وجملة: {تسألنّ...} لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها.

.الصرف:

(6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو.

.البلاغة:

1- الحذف: في قوله تعالى: {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ}.
جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره.
2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}.
حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب.
3- التكرير: في قوله تعالى: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ}.
حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل.

.الفوائد:

- لتسألن عن النعيم:
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد».
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: «خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا:
الجوع يا رسول اللّه. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد للّه ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم»
. أخرجه الترمذي. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(102) سورة التكاثر:
مكيّة.
وآياتها ثمان.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة التكاثر: الآيات 1- 8]

{أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)}

.الإعراب:

{أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ} {ألهاكم التكاثر} فعل ماض ومفعول به مقدّم وفاعل مؤخر والتكاثر التباري في الكثرة والتباهي بها وال في التكاثر للعهد وهو التكاثر في الدنيا ولذاتها وما يبدو فيها من تعاجيب وتهاويل تستهوي الناظر وتخدعه إلى حين، و{حتى} يجوز أن تكون عاطفة ويجوز أن تكون حرف غاية وجر وعلى كل حال هي بمثابة الغاية للإلهاء و{زرتم المقابر} فعل ماض وفاعل ومفعول به والمراد بالزيارة التفاخر بالموتى أي أبلغ منكم الطيش والبله حدّا دعاكم إلى زيارة القبور أو أضفتم إلى التكاثر بالأموال زيارة القبور لتتكاثروا بالموتى، ويجوز أن يكون المعنى ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متّم وقبرتم وقد أضعتم أعماركم فيما لا طائل تحته وأغفلتم وضيعتم ما هو الأهم والأجدى من السعي لأخراكم فتكون زيارة القبور عبارة عن الموت وتتعين حتى الغائية الجارّة. {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} {كلا} حرف ردع وزجر عن التشاغل عن الطاعات والجنوح إلى الزخارف والظواهر و{سوف} حرف استقبال و{تعلمون} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل و{ثم} حرف عطف و{سوف تعلمون} عطف على الجملة الأولى وجعله ابن مالك من باب التوكيد اللفظي مع توسط حرف العطف.
وقال الزمخشري: والتكرير تأكيد للردع والإنذار وثم دلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول وأشدّ كما تقول للمنصوح: أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. وجواب لو محذوف يعني لو تعلمون ما أمامكم من هول لفعلتم ما لا يمكن وصفه واكتناهه ولكنهم جهلة ضلّال.
و{تعلمون} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل والمفعول محذوف تقديره عاقبة التلهّي والتفاخر والتكاثر، و{علم اليقين} مصدر قيل وأصله العلم اليقين فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته وعبارة أبي البقاء و{عين اليقين} مصدر على المعنى لأن رأى وعاين بمعنى واحد. ولا يصحّ أن يكون قوله: {لترون} هو الجواب لأنه محقق الوقوع فلا يعلق واللام جواب قسم محذوف وترون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال وأصله لترأيون فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ثم ألقيت حركة الهمزة التي هي عين الكلمة على الراء وحذفت لثقلها ثم دخلت النون المشددة التي هي للتوكيد فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال كما قدّمنا وحرّكت الواو بالضم لالتقاء الساكنين ولم تحذف لأنها لو حذفت لاختلّ الفعل بحذف عينه ولامه وواو الضمير.
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ} عطف على ما تقدم وعين اليقين نصب على أنها صفة لمصدر محذوف أي لترونها رؤية عين اليقين وصفت الرؤية التي هي سبب اليقين بكونها عين اليقين.
{ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} عطف أيضا وتسألن فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال وواو الفاعل حذفت لالتقاء الساكنين والنون نون التوكيد الثقيلة و{يومئذ} و{عن النعيم} متعلقان بتسألن فالمبالغات ست ستأتي في باب البلاغة.

.البلاغة:

اشتملت هذه السورة على مبالغة من وجوه ستة نوردها فيما يلي:
1- تكرير الإنذار للدلالة على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول في قوله: {ثم كلا سوف تعلمون}.
2- تكرير التنبيه فقال: {لو تعلمون} محذوف الجواب ليذهب الخيال في تقديره كل مذهب وقد أوردناه لك في الإعراب.
3- القسم في قوله: {لترون الجحيم} لتوكيد الوعيد.
4- وكرر القسم معطوفا بثم بقوله: {ثم لترونها عين اليقين} تغليظا في التهديد، وزيادة في الوعيد.
5- جعل الرؤية {عين اليقين} وخالصته مبالغة خاصة.
6- كرر القسم معطوفا بثم بقوله: {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}.
فإن قلت: ما هو النعيم الذي يسأل عنه الإنسان ويعاتب عليه فما من أحد إلا له نعيم؟
قلت: هو نعيم المتبطلين المتبجحين الذين جنحوا إلى اللذات وأوضعوا في الآثام، واستنزفوا أوقاتهم باللهو والطرب ومنادح اللذة لا يبغون عنها بديلا ولا يقدمون شيئا لدنياهم وأخراهم، فأل في النعيم للاستغراق. اهـ.